الشيخوخة د.إيمان البكري

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المسنين

من هم المسنين ؟

عادة ما يصنف المسنين على اساس السن فيكون سن (60) سنة بالنسبة للإناث (65) سنة بالنسبة للذكور وهذا يتفق مع سن التقاعد الرسمي ، والمسنين مثل كافة الفئات الاخرى الصحة العامة لهم وكفاءتهم الحيوية تتأثر بالمستوى الصحي والحالة المرضية والنواحي النفسية والجسمية والاجتماعية المحيطه بهم

وفي دراسة لمنظمة الصحة أوضحت أن اعداد المسنين ممن تجاوزوا سن الستين في نمو سريع اكثر من مجموعة عمرية اخرى كذلك تبين أنه في عام 2025م سوف يصبح اعداد المسنين (1.2) بليون وقد أظهرت الدراسة أن هذا العدد هو ضعف الأعداد التي كانت عليها فئة المسنين في القرن الأخير . كذلك تؤكد الدراسة أن ( 80% ) من المسنين سوف يكونون من سكان الدول النامية .

نظرة الاسلام الى المسنين

مرحلة الكبر هي المرحلة التي ينتقل فيها الإنسان من القوة إلى الضعف ومن الحيويه إلى الخمود ، وهي مرحلة ضعف وهزال وهذا مايتضح من قوله تعالى (( هو الذي خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ثم من علقه ، ثم يخرجكم طفلا , ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا )) (سورة غافر : الايه 67) ويشير القران إلى حقيقة مؤداها أن الإنسان حينما يمتد به العمر يعود إلى خصائص الطفولة مرة أخرى قال تعالى ( ومن نعمره ننكسه في الخلق , أفلا يعقلون ) ( سورة يس 68) وهذه النصوص وغيرها تؤكد أن مرحلة الشيخوخة من المراحل التي يحتاج فيها الإنسان إلى عناية خاصة ورعاية تشمل جوانب حياته تماما كتلك الرعاية والعناية التي يحتاج إليها في مرحلة الطفولة الأولى مع اختلاف متطلبات المرحلتين

والمتعمق يستطيع أن يحدد نظرة الاسلام إلى المسنين التي تتمثل بعدين أساسيين يمثلان وجهين لعملة واحدة أولهما مايميز هذه المرحلة من ضعف وحاجة الى الرعاية والتكريم . ثانيهما الحرص على استمرار العطاء والعمل والفاعلية للانسان في الحياة الى نهاية العمر ويؤكد الإسلام على ربط الشيوخ بفئات المجتمع المتمثلة وبخاصة جيل الشباب فإذا ادرك الشباب أن الشيخوخة مرحلة حيه يصل إاليها كل إنسان وان تقديره للشيخوخة ورعايتها لها وتكريمها سيرتد له يوما من الأيام . قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )( سورة الأعراف 140) فان ذلك سيدفعه إلى رعاية كبار السن والشيوخ في مجتمعه ويحسن لهم القول والتعامل ولقد أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بتكريم كبار السن وتقديرهم حيث قال : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ) التغذية والشيخوخة : وتؤكد الدراسات ان التغذية تلعب دورا هاما في عمليات حدوث الشيخوخه ومدى تأثر الوظائف الجسمية والعقلية بها , والنقص الغذائي في مرحلة ماقبل ظهور الأعراض لنقص العناصر الغذائية الأساسية , التي تعتبر مضادات للأكسدة مثل ( فيتامين ج , هـ , ب₆ , ب₁₂ ، حمض الفوليك ). كذلك الخلل الذي له علاقة بالتغذية مثل ( ارتفاع الكولسترول , ارتفاع الجلسريدات الثلاثية , ارتفاع ضغط الدم , مرض السكري ) يمكن اعتبارها من العوامل الخطر على صحة وحياة المسن المرتبطه بالتغذية . الشيخوخة الناجحة : هي الاتجاه نحو المحافظة على كفاءة وظائف الجسم . وان التغذية الجيدة تعتبر عامل مهم مسئول مستقبليا في الشيخوخه عن تلك العمليات .

تحياة الأخصائية
إيمان البكري